أبل تقوم بتدمير الآندرويد من الداخل إلى الخارج

اذا أخذنا ببعض الإحصائيات والتقارير والتوقعات، فإن شركة آبل تخسر وبشكل واضح أمام الآندرويد عندما يتعلق الأمر بحصة آبل في السوق والتي قد تبلغ نسبتها ما بين 15% – 20%، أما الآندرويد فقد تبلغ النسبة تقريباً 70% – 75%، ولكن! بالرغم من تفوق الملحوظ للآندرويد، إلّا أن آبل تناضل وبكل قوة لتدمير نظام الآندرويد ويبدو انها نجحت.

الخسارة أثناء الفوز!

هذه هي أفضل جملة يمكن بها التعبير عن حال ووضع الآندرويد، فبكل تأكيد عندما يتعلق الأمر بالمشاركة في السوق فإن تفوق الآندرويد يبدو واضحاً للغاية! ولكنها مُجرد كلمتين “المشاركة في السوق”، ولم نقصد الأرباح ولا العائدات ولا حتى العملاء الذين ينفقون الأموال من أجل آبل ومنتجاتها! في الواقع يمكنني أن أقول بأن آبل وفي كل الجبهات والنواحي تُدمر الآندرويد “بغض النظر عن حصة الآندرويد في السوق”.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف يمكن للآندرويد أن يحقق أي نتائج في ظل تفوق آبل في كل المجالات تقريباً؟! الآن دعونا ننظر إلى الأرقام مرة أخرى ونضيف مزيداً من المعلومات: فبالرغم من أن آبل تمتلك فقط 15% من حصة السوق، إلا أنها إستولت وبكل جدارة على ما يقارب 80% من أرباح صناعة الهاتف المحمول برمتها! والباقي يُترك لسامسونج اليائسة والتي تنفق 4 مليارات دولار على الإعلان والترويج، أي ضعف ما تنفقه آبل 10 مرات!

إذاً هل بقي شيء للشركات الأخرى؟ على سبيل المثال “جوجل” والتي دائماً ما تسعى لتكون الأفضل في مجال إعلانات الهاتف المحمول، يمكن أن نقول بأن 70% من عائدات الإعلانات تأتي من أجهزة الـiOS، هذه المسألة لوحدها تعد بمثابة الضربة القاضية للآندرويد.

هناك نقطة أخرى أيضاً، تقريباً 90% من عائدات التجارة الإلكترونية المتنقلة “الخاصة بالهواتف الذكية” تأتي من الآيفون والآيباد وليس أجهزة الآندرويد، وهذا يعني ببساطة ان حتى إستعمال مستخدمين iOS لأجهزتهم يختلف تماماً عن استعمال مستخدمي آندرويد لأجهزتهم، فمستخدمي iOS يستعملون الأجهزة في الشراء والبيع وفي عرض المنتجات وتبادل السلع وغيرها الكثير.

دعونا نضيف إلى ذلك أيضاً بأن أكثر من 80% من عائدات الألعاب تأتي من أجهزة الـiOS، ودعونا نضيف أيضاً بأن إستخدام الإنترنت عبر أجهزة iOS هو أكثر من ثلاثة أضعاف إستعمال اجهزة الآندرويد للإنترنت، وهذا يعني أن 70% من إعلانات الهواتف المحمولة يتم مشاهدتها من أجهزة الـiOS، وهذا يعني ببساطة أن العائدات لتلك الإعلانات على أجهزة iOS أكثر بـ 3 أضعاف من عائدات إعلانات على أجهزة الآندرويد.

ومسألة أخرى أيضاً، وهو أن نظام iOS يُعد مصدر دخل جيد للمطورين، حيث تدفع آبل سنوياً أكثر من 7 مليار دولار للمطورين، في حين تدفع جوجل للمطورين “مئات الملايين من الدولارات” وهذا أيضاً فرق شاسع، أنا لا أقول ان ما تدفعه جوجل سيء، ولكن شخصياً إن كنت مطور تطبيقات فبكل تأكيد سوف أفضل نظام iOS.

إذن يمكن أن نقول بأن آبل تهيمن في جميع المجالات، من الإستخدام إلى الإيرادات إلى الربح لدى المورين إلى إيرادات التجارة الإلكترونية إلى لإعلان والقائمة تطول، ربما التفوق للآندرويد يكون في حصة السوق، وهذا غير مستغرب بتاتاً، نظراً للكم الهائل من أجهزة الآندرويد في السوق.

بعد كل هذه النجاحات وبعد كل هذه الإنجازات، هل تحتاج آبل لإصدار آيفون رخيص ينافس في السوق؟ بالطبع لا! شركة تحقق نجاحات مبهرة بحاجة لإصدار آيفون قليل التكلفة؟! لا أعلم في الواقع مدى مصداقية هذه الأخبار، لكن عندما ننظر إلى أرقام نرى بأن إصدار آيفون رخيص مستبعد وغير معقول، لكن من يدري، قد تفاجئنا آبل في إصدار آيفون رخيص.

بإعتقادي الشخصي، سبب تفوق آبل على الآندرويد يُلخص في جملة بسيطة وهي “الإستخدام، النظام والنوعية … مقابل الرداءة”. شاركنا برأيك حول الموضوع في قسم التعليقات بالأسفل.