لماذا Apple لا تنتج الكثير من المنتجات؟

معروف جدًا عن شركة Apple أنها لا تطلق الكثير من المنتجات، فمنتجاتها الرئيسية حاليًا هي الـ Mac، الايبود، الايفون، والايباد، وقريبًا قد نرى الـ iWatch والـ Apple TV كمنتجات رئيسية للشركة، ولكن… لماذا؟ لماذا الشركة لا تحب أن تتنوع بين العديد من فئات المنتجات؟! السبب ببساطة هو أنها تخاف من الفشل.

شركة Apple الآن شركة ناجحة جدًا، فجميع منتجاتها تعتبر المعيار الذهبي للشركات المنافسة، ولذلك تعتبر أعمال Apple مثالية، وشبه خالية من الأخطاء، وما نراه من خطوات غريبة منها نكتشف أنها خطوات عبقرية… إن كانت Apple بهذه الصفات، فإذن كيف تخاف من الفشل؟ خصوصا مع الزبائن المخلصين!

لو قسّمنا تاريخ شركة Apple إلى ثلاثة عهود، لرأينا أن بدايتها كانت في نجاح مستمر ونمو، ولكن في العهد الثاني، والذي بدأ في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، الشركة بدأت تتنوّع في المنتجات، وذلك حتّى أواخر التسعينيات، خلال هذه الفترة، شركة Apple أصبح لديها كم هائل من المنتجات مختلفة الفئات، كالحاسوب المكتبي، واللابتوب، والكاميرا، وأجهزة الاستقبال، ومشغّلات الـ CD، وأجهزة اللعب، والطابعات، وأجهزة المسح الضوئي…

تواجد الكم الهائل من المنتجات لدى Apple ليس السبب الذي جعلها تتدهور تدريجيًا في جميع الجهات – في العهد الثاني من تاريخها -، ولكن، السبب هو أنها لم تبدع، وأنها لم تتقن، وأنها لم تعرف ما هي قدراتها الهندسية والتصميمية.

في العهد الثالث من تاريخ Apple، عمل ستيف جوبز منذ عودته إلى شركة Apple على التخلص من كلّ “القمامات” التي كانت تبيعها الشركة، كما أنه عيّن أكثر الناس خبرة وإبداعا في مجال التصميم والهندسة والإدارة، ومنذ تلك اللحظة، بدأت Apple تتحسن مبيعًا وماليا، وعاد حب وولاء الناس لها.

بالحديث عن الخبراء والمبدعين الذين عيّنهم ستيف جوبز فور عودته Apple، هؤلاء هم طاقم الفريق الإداري والتنفيذي في شركة Apple الآن، فالأشخاص الذين عملوا منذ عشرات السنين لتصميم وابتكار الايبود والـ iMac، يصممون ويبتكرون الـ iWatch.

الآن، مدراء وتنفيذييوا Apple، لو سألتهم عن سبب ابتعادهم عن أساليب الشركات الأخرى في التنوع في المنتجات، لأجابوك بأنهم لا يحبون إنتاج منتجات لن تكون الأفضل بين المنافسين، أي على نفس الأساس الذي أعادهم من الغرق في الفشل.