Apple ستبدأ ثورة الزفير الكريستالي في الهواتف الذكية؟

الألمنيوم هو إحدى الخامات التي كان لها استخدامات كثيرة ومتوفّرة بكميّات كبيرة، ولكن لم تحظ باهتمام شركات التقنية، إلى أن كشفت Apple عن منتجاتها ذات التصميم المصنوع كليًا من الألمنيوم والزجاج، ففي 2008 عندما كشفت Apple عن الـ MacBook ذو الهيكل الموحّد المصنوع كليًا من الألمنيوم، أصبح على جميع الشركات المنافسة أن تجلب منتجات بنفس الخامات وبنفس الجودة وبنفس دقة التصنيع.

iPhone 5S 2
الايفون 5s، مصنوع من الألمنيوم (الهيكل)، والزجاج الحامي (غطاء الشاشة)، والزفير الكريستالي (غطاء زر الهوم).

ثورة الألمنيوم انتقلت لحدود أبعد بكثير من مجرّد مجال الحاسوب المحمول، فلقد أصبحت الخامة تستخدم في الهواتف الذكية والتابليت والكاميرات والأقراص الصلبة وحتّى حزم البطاريات المتنقّلة! لهذا السبب، عندما بدأت Apple تصنيع المنتجات بدقة عالية من الألمنيوم، هي استطاعت أن تبدأ ثورة الألمنيوم في التكنولوجيا… السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل ستستطيع الشركة أن تبدأ ثورة الزفير الكريستالي عمّا قريب؟

لنعلم الجواب، علينا أن نعرف كيف بدأت Apple ثورة الألمنيوم، وكيف هو حال هذه الخامة في مجال تصنيع الإلكترونيات. البداية كانت في 2008 عندما بدأت Apple استخدام أسلوب التصنيع الـ CNC “التحكم الرقمي بالحاسوب”، بذلك الوقت، هذا الأسلوب كان مكلّفًا وصعبًا وذو نسبة فشل عالية في التصنيع، ولكن، خلال عدّة سنوات من التطوير وتوفير المزيد من آلات التصنيع، أصبحت هذه الخامة قابلة للتصنيع والتوفّر بأعداد كبيرة وبنسبة خلل ضئيلة.

شركة Apple، ولأنها أرادت أن تجد لنفسها مصنّعي خامات الألمنيوم عالية الدقة، أصبح الجميع يريد هذه الخامة وهؤلاء المصنّعين، وبذلك، أصبحت فكرة تصنيع المنتجات بخامة الألمنيوم أمر سهل.

الآن، نفس القصة، ونفس البداية، تحدث مع خامة الزفير الكريستالي، والتي ترى Apple أنها الخامة الأفضل بجميع المقاييس لتكون الزجاج المستخدَم لحماية شاشة المنتجات الإلكترونية، الآن، بعيدًا عن فوائد الزفير الكريستالي والذي سنتطرّق لها لاحقًا، يمكننا أن نرى أن 2014 هو 2008 للزفير الكريستالي، أي بداية ثورة جديدة في عالم التصنيع.

بداية الألمنيوم بالنسبة لـ Apple، كانت بالبحث عن مصانع قادرة على تصنيع هذه الخامة بأسلوب دقيق ويرقى لمعايير Apple، هذه الخطوة بالنسبة للزفير الكريستالي تم الانتهاء منها، ولكن، يوجد اختلاف، وهو أن Apple تتعاون مع مصنع GT Advanced لتبني مصنعًا لنفسها في ولاية أريزونا الأمريكية، مما يشير إلى أن اهتمام الشركة بالزفير الكريستالي أكبر من اهتمامها بالألمنيوم!

الجودة، والصفاء، والصلادة، والحساسية، وقابلية القص، وقابلية الشطف، ومقاومة الكسر، ومقاومة الخدش، ومقاومة الانعكاس، ومقاومة التزيّت، كلها من مزايا زجاج الزفير الكريستالي الذي تعمل عليه Apple، بالطبع هذه فرصة كبيرة لأي شركة تريد تحسين جودة منتجاتها، ولكن، بمجرّد التدخّل في مرحلة التصنيع، ستصبح هذه المزايا كابوسًا على الشركة، حيث أن كلّ ميّزة من هذه المزايا تتطلب تقنيات وآلات مرتفعة السعر، وتتطلب دقة ووقت طويل للتصنيع، هذه المساوئ تذكّرنا بالألمنيوم حينما كان صعب التصنيع وغالي الإنتاج.

عام 2012 والذي أصبح فيه الألمنيوم خامة منتشرة بين الأجهزة الإلكترونية، قد لا يرى نظيرًا له للزفير الكريستالي خلال السنوات الـ 5 المقبلة، حيث أن شركة Apple حصلت ومازالت تحصل على براءات اختراع تحفظ أساليب تصنيع هذه الخامة لنفسها، مما يجعل تبنيها صعب جدًا على الشركات الأخرى، وإضافة لذلك، الشركة تبني مصنعها الخاص بها، مما سيساعدها على حصر موفّري قطع الزفير الكريستالي أكثر.

[عبر The Verge]

عن iMosa3da

محمد، تقني، مدون في iPhoneDevAR.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *