ما أثر ستيف جوبز على شركة آبّل، وهل بالفعل آبل لن تنجح بدونه؟

ستيف جوبز، الرجل الذي عرفه التاريخ بأنه غير مفهوم التكنلوجيا وابتكر الأجهزة القوية، لكن هل هذا صحيح أم أن هناك أشخاص في مجهولين يقوموا بتطوير الأجهزة؟!

في هذا الموضوع سنسلط الضوء على بضع حقائق قد تغير وجهة نظرك حول ستيف جوبز، لكن بالطبع هذا لا يعني أنه أبدع في حياته وقام بأعمال ساعدت شركة أبّل على جني المال. والسبب الرئيسي الذي جعلني أكتب هذا الموضوع هو بعض المتابعين الذين يقولوا عبارات كـ “شركة أبل بلا ستيف جوبز لن تنجح”.

ستيف رجل فعلاً عبقري، لكنه لديه صفات كـالاحتكار وجني الأموال والسيطرة التي لم تساعده على اكمال مسيرة النجاح في حياته، قد تستغرب وتقول أن الله عز وجل قال في كتابه الكريم ((يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)). لكنّي سأوضح لك كل شيء في الحال.

فلنحلل كل صفة ذكرتها:

1. الاحتكار:  لا أتكلم هنا عن المعنى الفعلي لكلمة الاحتكار، لكن ستيف لديه ذكاء تقني أدى إلى قيامة بأعمال غير صائبة.

• جهاز الماك: كيف لشخص أن ينسب عمل آخر له، ففي بداية شهرته نسب ستيف جوبز جهاز الماك الأول له ولم يذكر اسم ستيف ويزنياك إلّا القليل رغم أنه ويزنياك هو من قام بتصنيع الجهاز. فبعد احتكاره لجهاز الماك الأول والثاني اعتبره الناس أنه هو العبقري وأن ويزنياك هو مساعد قليل الأهمية، لكن العكس صحيح تماما، وهذا يعني أنه لو كانت صفة ستيف ويزنياك قوية بعض الشيء لدمر المسرح من قوة هوسه بالتقنية وحبه للإبتكار.
• البرمجة: عُرِف ستيف جوبز بأنه مبرمج قوي، ففي مؤتمر الإعلان عن برنامج الـiMovie الإصدار الثالث ذكر بأنه قام ببرمجة بعض الرموز التي ساعدت في تسريع البرنامج، لكن الحقيقة أنه لم يقم بكتابة أي سطر من البرمجة، والأغرب أنه لم يعلم أي لغة برمجة.

2. جني الأموال: بالطبع هذا شيء أفاد شركة أبّل، لكن طريقة الهوس والفرض التي استخدمها ستيف جوبز ابعدت الكثير عن شركة أبل…

• الـiTunes: ستيف جوبز قام بالتضحية بالأيبود والأيفون والأيباد بسبب الـiTunes وحبه للمال، فجميع هذه الأجهزة مرتبطة بالـiTunes وكأنه والدهم، فقبل فترة قصيرة من الاعلان عن برنامج الأيتونز قام ستيف جوبز بتوقيع عقد مع شركات الأغاني العالمية بأن الأيتونز سيساعد على حماية ارباحهم وضمان حقوقهم، ولهذا السبب جميع أجهزة أبل مربوطة بالـiTunes.

3. السيطرة: أي شركة تريد السيطرة، لكن بنطاق محدود، لكن جوبز خرج عن الحدود بأبعاد كبيرة جداً.

• مزايا في نظام الـiOS: عند الإعلان عن الأيفون 4 قامت أبل بعرض ميزة الـFaceTime وفي الإعلان عن الـiOS 5 تم الإعلان عن ميزة الـiMessage، بالطبع كلتا الميزتان لهما فائدة كبيرة وكان لهما نقلة نسبية في عالم المكالمات المرئية والرسائل، لكن ما وراءهما خدعة تنوي إلى إزالة نفوذ شركات الإتصالات، فالحقيقة أن ستيف جوبز حاول مراراً وتكراراً أن يستغني عن شركات الاتصالات في اجهزته والاعتماد على خدمة جديدة، لكن محاولاته لم تحالفه (ولله الحمد).
• محاربة الأندرويد: سمعنا في السنوات الماضية عن حروب براءات الاختراع والقضايا التي رفعتها شركة أبل على الأندرويد، بالطبع السبب ليس لانه قد يتفوق عليه، بل لأن فكرته مسروقة من نظام أبل الـiOS، لكن مهما كان القدر من التقليد كبير لا يصح لأبل أن تمنع من ظهور نظام ناشئ، ولهذا السبب يقع تيم كوك في حيرة بايقاف هذه الحرب أم استمرارها.

هذه هي بعض الصفات الغير حسنة لرجل أبل الراحل ستيف جوبز، لكن هذا لا يعني أنه فعلا أبدع لها، فلولاه لما نجحت الشركة (فقط بعد الأزمة المالية لها) فهو الذي استطاع أن يجلب لها المال، فهو خبير بهذه الأمور، وإن أردت معلومات أكثر ذات مصداقية حسنة بامكانك شراء كتاب ستيف جوبز للكاتب والتر آيزاكسون.

هل مازلت تعتقد أن أبل لا تستطيع البقاء بدون ستيف جوبز؟