لا شيء يستطيع أن يحدد فشل أو نجاح شركة أبل!

من الواضح جداً أن نسبة عدد المهتمين بآخر أخبار شركة أبل كبيرة نسبة لمتابعين أخبار التقنية بشكل عام، فحتى متابعين أخبار الأندرويد أو الأنظمة الأخرى هم على دراية تامة بآخر التحديثات التي تحصل في عالم أبل، وهذا واحد من أدلة أهمية مكانة أبل في عالم التقنية.

“نهاية شركة أبل قريبة جداً” هذه العبارة تفوه بها الكثير من مهتمي التقنية بطريقتان، إما بغرض كشف حقيقة مستبقلها، أو بغرض السؤال عن حال أبل في السنوات القليلة القادمة، وبكلا الحالتين العبارة خاطئة! فنهاية شركة أبل لا تعتمد على منتج خاسر، أو نظام iOS أو ماك فاشل!

بالطبع شركة أبل سوف تكون منتهية في يوم من الأيام، وستكون كلمة Apple خاصة باسم نوع من الفاكهة فقط لا لاسم شركة أيضاً! فكما علمتنا الحياة، كل شيء له بداية محددة ونهاية محددة، مع استثناء بعض الأشياء… لكن الأمر الذي لن يتوقعه أحد قبل حدوثه هو سبب انتهاء شركة أبل.

في سنة 2013، سوف تطلق أبل عدداً كبيراً من الأجيال الجديدة من أجهزتها، كما أنها قد تطلق أمر ثوري جديد ننتظره وهو الـiTV… لكن ماذا لو أطلقت أبل أجهزة iOS أو ماك مخيبة للآمال؟ بالرغم من أني أستبعد حدوث هذا الأمر بشكل كبير – مع ذكر الأسباب لاحقاً – إلّا أني سوف أتخيل أبل بهذا الموقع، ولنرى ما إن ستصير الشركة على فشل تام أم على رجل مكسورة!

حسناً، لنتخيل معاً أن أبل أطلقت جهاز الأيفون 5S لاحقاً في هذه السنة، وكان الجهاز يحمل نفس المعالج، الكاميرا، سرعة شبكة الاتصال، ونفس التصميم، كل ما تغير في الجهاز هو تحديث أبل لنظام iOS 7 الذي سيكون هو الشيء الوحيد الناجح في الجهاز، للعلم أن الجهاز سوف يصبح نفسه كالأيفون 5 المحدث لنظام iOS 7! ماذا سوف يحصل بأبل؟ بالطبع لا شيء، مادام الجهاز يحمل آخر التقنيات، وأفضل المعالجات مما يعطيه السرعة الكافية لمنافسة جميع أجهزة عام 2013، ما المترقب من أبل غير نظام iOS 7 جديد؟

لنعكس الأمور قليلاً، لندع أبل تفشل في نظام الـiOS 7، وليكون النظام على سبيل المثال أضاف بعض اللغات الجديدة لسيري، وقام بإصلاح الخرائط. ووُضِعَ هذا النظام “الفاشل” على الأيفون 5S الذي سوف يأتي بشاشة أفضل، كاميرا أفضل، سرعة ممتازة، وتقنيات جيدة وجديدة على الأيفون. أستفشل أبل؟ مرة أخرى بنفس الجواب، لا، فالجميع بالأصل كان يترقب أن تطلق أبل هذه المواصفات في الجهاز، فهي قد تكون متأخرة قليلاً، لكن مع هذا التأخر من أبل يولد شيء من الحماس لتجربة الجهاز، وفي النهاية، سترى أن الجهاز مختلف جداً عن الأيفون التقليدي، وأن هذا الجهاز فعلاً ما تريده!

لو لاحظت قليلاً في الأمر، ستجد أن المثال الأول هو تماماً ما حدث مع أبل في مع الأيفون 4S، حيث الجهاز جيداً، والنظام كان ممتازاً، لكن في النهاية الأمر رجع لأبل بالأرباح الممتازة. ولو لاحظت قليلاً مرة أخرى في المثال الثاني، الخاص بنظام الـiOS 7 الفاشل، ستجد أن هذا النظام هو “تقريباً” نفس ما حصل مع أبل مع نظام iOS 6، لكن أبل عوضت الأمر بجهاز أيفون يحمل تقنيات جديدة وأشياء طالما أراد محبّو أبل رؤيتها بالأيفون، ومرة أخرى، الأمر عاد على أبل بالنجاح الباهر والأرباح الممتازة.

شيء آخر بالفعل أتمنى أن تتفاهموه هو أن رجل واحد لا يستطيع الإمساك بأمور شركة كاملة، بمعنى أن ستيف جوبز لم يكن لوحده يعمل على الأيفون، الأيباد، سيري، الماك، الأيبود. العديد من الرجال كانوا وراء الستار يفكرون معه ويبدعون بأفضل التصاميم وآخر التقنيات والمعالجات والأفكار الرائعة، وهذا ما أوصل بأبل إلى المستوى الراقي الحالي لها. وفي الأخير، شركة أبل تبقى شركة همها الأخير هو المال، وهذا هم جميع الشركات الأخرى، باستثناء التطوعية!

ذكرت سابقاً بأني لا أعتقد أن أبل سوف تتغاضى عن نظام iOS 7 كما فعلت – نسبياً – مع نظام iOS 6، ذلك بسبب أن أبل في الفترة الأخيرة قامت بتغيير كامل مدراء تطوير النظام، ووضعت المصمم الرائع جوناثان آيف كرئيس لتصميم النظام والمشاركة في تطوريه، شيء آخر مهم هو أن أبل علمت بالتحديد ما يريده المتستخدم من الأيفون، الأيبود تاتش والأيباد، وهذا بالطبع سوف يعطيها الطريقة الكافية لتلبية متطلبات المستخدم. كل ما أقوله عبارة عن توقعات، وبالفعل لا أتمنى أن تخذلنا أبل!

*الموضوع يعبر عن رأي الكاتب فقط