لماذا سهم Apple دائمًا موجه للأسفل؟

إن تابعت الأخبار الاقتصادية خلال السنة الماضية، من المتوقع أنك سمعت عدة مرات أن سهم شركة Apple انخفض. في الحقيقة، ثلث قيمة السهم انخفضت منذ أعلى ما وصل له في شهر سبتمبر التاسع الماضي. كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ أليست Apple هي “قائد التكنولوجيا”؟ ألا يقوموا بابتكار منتجات رائعة ويحصلوا على عوائد وأرباح قياسية؟ فإذًا لماذا السوق يجبر السهم على الانخفاض؟

Apple Stocks 2

كيف يتم تقييم الشركة؟

القيمة الكلية للشركة تسمى بالـ Market Cap، أي رسملة السوق، وهو تقريبًا عبارة عن كل أسهم الشركة مضروبةً بسعر السهم الواحد. في الواقع، الناتج هو عبارة عن المال المتطلب لشراء الشركة بأكملها. حاليًا رأس مال شركة Apple هو – تقريبًا – 400 مليار دولار.

المستثمرين يلاحظون أفعال شركة Apple ليروا مقدرة الشركة في تفعيل والحصول على أرباح عالية وإنعاش أموالها الـ 400 مليار. وهنا تأتي أفعال الشائعات والتقارير الإخبارية التي تبين للمستثمرين أفكار ونوايا شركة Apple، وهذا قد يفسر سبب انتشار الشائعات.

الحقيقة 1: تقييم الشركة هو متعلق بالمستقبل:

تخيل أن صدقك أتاك بعرض لا يقاوم. فهو يملك ناطحة سحاب في أهم المدن وبسعر خيالي، مليون واحد فقط. لكن المشكلة في هذا المبنى هو أنه سيستمر لمدة يوم واحد فقط وبعد ذلك سيتدمر هذا المبنى. هل ستشتري ذلك المبنى بالرغم من المشكلة؟ معنى هذا، هو أنه عندما يقوم المستثمر بوضع أمواله في الشركة، هو يتطلع دومًا لمقدار ازدهار الشركة ليعلم أن أمواله أيضًا تزدهر. المستقبل هو الشيء الوحيد المهم بالنسبة له.

منذ إطلاق الايفون 5، بدأ السوق يتساءل عن مستقبل شركة Apple كونها قائدة الإبتكار. وبالرغم من أن أجهزة Apple تباع بكثرة وبشدة، إلّا أن المنافسون بدؤوا بأن بعض النسب منها. فكمقارنة سريعة، الايفون في عام 2007 كان متطور بسنوات عن الأجهزة المنافسة، أما الايفون في عام 2013 هو متطور ببعض الخطوات عن الأجهزة المنافسة، هذا إن لم يكن أقل من المنافسين في نظر البعض.

باختصار لهذا، ليس من المهم جدًا أن Apple تصنع أجهزة ايفون وايبود وايباد رائعة. بل ماذا ستقدم الشركة غدًا؟

الحقيقة 2: أموال الشركات التكنولوجية يمكنها أن تنقلب بسرعة:

مجال التكنولوجيا من المجالات صعبة التوقع. فكمثال، في ثمانينيات القرن الماضي، شركة DEC كانت من أروع وأفضل الشركات، وكانت تعتبر من أكثر المبدعين، لكن علامتها التجارية بدأت بالموت. نفس الشيء مع شركة SGI، وكذلك Microsoft عندما كانت في 2005، ونفس الشيء مع شركة BlackBerry، حتّى Apple، فلقد كانت على وشك إعلان الإفلاس في منتصف تسعينيات القرن الماضي!

هذا مرة أخرى يعيدنا إلى، الشركة لا يهم كثيرًا كيفما كانت، خاصة في مجال التكنولوجيا، فالشركة إن لم يكن لها تحديثات مستمرة لمنتجاتها وإبداعات أكبر لما سوف تقدمه، لن تدوم طويلًا.

ما قد يشفع لشركة Apple هو أن الشركة تعلمت درسًا كبيرًا، فما قام به المدير التنفيذي السابق أصبح في فكر جميع من يعمل بها الآن، بمعنى أن جميع الأفكار التي قدمها Steve Jobs لإغاثة Apple من حالة الإفلاس أصبح الآن أساس شركة الشركة.

الحقيقة 3: رفع التوقعات وكثرة المنتجات يؤدي إلى أسهم أعلى:

خلال السنوات الـ 10 الماضية، Apple قامت بإبهار زبائنها بمنتجات جديدة كالايبود والايفون والايباد… الزبائن الآن ينتظرون المنتجات القادمة، فهم بالأصل سيعجبون – إلى حد ما – بأي شيء جديد ستقدمه Apple. فبالنسبة للمستثمرين، كلما كثرت منتجات الشركة، كلما أصبحت توقعاتهم للمستقبل أكبر.

الحقيقة 4: المال الزائد سيء إن لم تُحسن إدارته:

الأكل قد يكون جيد، لكن زيادته ستؤدي إلى السمنة في حال لم يحسن صرفه… الحال نفسه ينطبق على Apple، الشركة تبقي الكثير من أموالها الفائضة بلا أن تعيد نسب منه لمستثمريها. فعادة، الشركات تقوم بتقديم المال الفائض للمستثمرين، وبعد ذلك تبقي القليل من المال لتقوم بتوفير المال للمزيد من الإبداع…

Apple حاليًا لديها الكثير من الأموال النقدية، يمكن تقديرها بحوالي 135 مليار. الأمر يبدو جيدًا للمستثمرين الأساسيين، لكنه ليس كذلك لمن هو مهتم بزيادة أمواله بأضعاف، فبالنسبة له يبدو الأمر وكأن Apple اختلست أمواله (بالرغم من أنها لم تمسسهم).

جدير بالذكر أن الشركة وعدت مؤخرًا بإعادة معظم فائض مالها النقدي للمستثمرين تدريجيًا حتى عام 2015.

سوق الأسهم هو عبارة عن لعبة تعتمد على المستقبل، وبما أن الله وحده هو من يعلمه، فهي عبارة عن لعبة حظ! المستثمر يحاول أن يتابع آخر الأخبار التكنولوجية (في حال أمواله في المجال التكنولوجي) ليرى ماذا ستقدمه الشركة.

في النهاية، الأسهم والمبيعات والأرباح لا يمكنها أن تعكس ما إن كان منتج أي شركة يمكنه تحقيق رغبتك، الشيء الوحيد الذي يمكن عكس ذلك هو تجربتك الفعلية للجهاز الذي تفكر باقتنائه، ومن بعد ذلك تأتي العوامل الأخرى كانتشار الجهاز بين أيادي الناس ورضاهم عنه.

عن iMosa3da

محمد، تقني، مدون في iPhoneDevAR.

3 تعليقات

  1. كلام منطقي ما يحتاج أوضح أكثر
    المستثمر ينظر للمستقبل و المتابع ينظر ايضاً لمستقبل الشركه

  2. أنا كمان اسمي ايهاب

  3. مقالة رااااااااااااااااااااااااااائع جدا احسنت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *